شبكة قدس الإخبارية

اليمن.. الجبهة التي لا يستهان بها 

SUuPO

ترجمة خاصة - شبكة قُدس: نشرت قناة 12 العبرية تقريرًا مطوّلًا تناول التهديد الذي باتت تمثله جماعة أنصار الله في اليمن بالنسبة لـ”إسرائيل”، وكيف تغيّر إدراك المؤسسة العسكرية الإسرائيلية لهذا الخصم منذ اندلاع الحرب. فبينما لم يكن هذا الملف حاضرًا في تقديرات الأمن القومي الإسرائيلي قبل السابع من أكتوبر 2023، أصبح اليوم أحد أكثر الجبهات حساسية، بعد أن أثبتت الجماعة قدرتها على تطوير قدراتها الصاروخية وتهديد العمق الإسرائيلي.

التقرير كشف أن أنصار الله نفذوا للمرة الأولى هجومًا بصاروخ عنقودي يحتوي على رأس قتالي يضم 22 قنبلة صغيرة مسلّحة، صُممت لتنفجر بعد سقوطها من ارتفاع معين، بما يزيد من مساحة الضرر. الصاروخ، الذي يشبه من حيث التقنية ما جُرّب سابقًا في إيران، لم يُعترض بشكل كامل، وأدى سقوط أحد الشظايا إلى إصابة منزل في مستوطنة “جينتون”.

جيش الاحتلال حاول التخفيف من وقع الحادثة، مؤكّدًا أن أنظمة الدفاع قادرة على مواجهة هذا النوع من التهديد، لكن الخبراء أوضحوا أن الصعوبة تكمن في أن القنابل الصغيرة بعد انتشارها تُصبح أهدافًا متعددة يصعب اعتراضها.

في أعقاب هذه التطورات، شنّ سلاح الجو التابع لجيش الاحتلال الإسرائيلي عملية عدوانية استهدفت مواقع مرتبطة مباشرة بالسلطة في صنعاء، من بينها مجمّع عسكري قرب قصر الرئاسة، محطات توليد كهرباء، ومستودعات وقود.

ضابط في سلاح الجو الاحتلال أوضح أن الهدف من الضربات كان إيصال رسالة مزدوجة: الأولى هي الرد المباشر على إطلاق الصاروخ العنقودي، والثانية هي ضرب رموز الحكم والبنية التحتية الحيوية لإظهار أن “إسرائيل” لن تسمح بتعاظم قوة أنصار الله. وأضاف: “حين نهاجم، نريد أن نضمن أن العملية ذات قيمة استراتيجية”.

الجنرال المتقاعد في جيش الاحتلال إران أورطال حذّر من الاستهانة بقدرات أنصار الله، مؤكدًا أنهم ليسوا مجرد ميليشيا محلية، بل ورثوا بنية جيش اليمن السابق، ويملكون خبرة طويلة في القتال، خاصة بعد سنوات من المواجهة مع السعودية والولايات المتحدة. وأوضح أن الجماعة تطوّر اليوم قدراتها الصاروخية بشكل مستقل، حتى لو استندت جزئيًا إلى دعم إيراني عبر توريد مكوّنات حرجة، بينما يُجرى جزء من التصنيع والتجميع داخل اليمن نفسه.

وأضاف أورطال أن اليمنيين أثبتوا مرونتهم في إنتاج الأسلحة وتطويرها رغم جهود طويلة من التحالف العربي والدول الغربية لوقف تهريب المكوّنات.

منذ عودة المواجهة بعد انتهاك الاحتلال لوقف إطلاق النار في مارس، شنّ جيش الاحتلال 15 ضربة على الأراضي اليمنية، بعضها من البحر، بينما أطلقت جماعة أنصار الله أكثر من 70 صاروخًا باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة، اعترض معظمها. ومع ذلك، يؤكد المسؤولون الإسرائيليون أن المعركة لن تُحسم بضربة واحدة، بل تحتاج إلى استراتيجية طويلة المدى، مع توسيع بنك الأهداف ورفع وتيرة العمليات.

وفي الوقت ذاته، يواصل قادة أنصار الله إرسال رسائل تحدٍ، مؤكدين أن استهداف اليمن لن يردعهم عن دعم غزة، وأن ثمن المواجهة، مهما كان، مقبول لديهم باعتباره جزءًا من “المعركة الكبرى”.